يتناول هذا البحث التحوّلات المعقّدة التي تطرأ على الهوية والذات المعرفية في ظل تمدّد المجتمعات الرقمية وتفاعل الأفراد ضمن شبكات اجتماعية تُعيد تشكيل مفاهيم الانتماء والسلوك والإدراك. تنطلق الدراسة من علم النفس الاجتماعي، مركِّزةً على نظريات مثل الأداء الاجتماعي لغوفمان، والتفاعل الرمزي لميد، والهوية الاجتماعية لتاجفيل، لتفسير آليات تشكّل الهوية الرقمية وانعكاسات العقل الجمعي الرقمي.
تشير النتائج إلى أن الهوية الرقمية باتت كيانًا مرنًا يتكوّن من التفاعلات الافتراضية، ويتأثّر بالخوارزميات والمعايير الاجتماعية السائدة عبر الإنترنت. كما أظهرت الدراسة أن العقل الجمعي الرقمي قد يؤدّي إلى التماهي أو التشظّي النفسي، حيث يُنتج استجابات عاطفية جماعية تُضعف التفكير النقدي وتُعمّق مشاعر القلق والاغتراب.
يسلّط البحث الضوء على السياق العراقي كأنموذج يعاني من تحديات خاصة، مثل ضعف التربية الرقمية والانقسام الهوياتي، ممّا يفاقم آثار الفضاء الرقمي على الصحة النفسية وتماسك الهوية. ويوصي البحث بتطوير برامج تربوية ونفسية لمواجهة التأثيرات النفسية والسلوكية للعقل الجمعي الرقمي، وتعزيز الهوية الرقمية الواعية.
لتحميل البحث وقراءته، الرجاء النقر هنا
مجلة تسنيم الدولية للعلوم الإنسانية والاجتماعية والقانونية