المسلمون والجبرية العملية
المسلمون والجبرية العملية

ازدواجية الوعي: بين رفض الجبر نظرياً وتقبّله عملياً لا تكاد تجد مسلماً يقول لك إنني مجبر على فعلٍ ما من قِبل الله عزَّ وجل، فهذا يتناقض مع صريح العدالة الإلهية وصريح معنى يوم الحساب، فما الفائدة من الحساب على فعلٍ أو قولٍ كنت مجبراً على فعله أو قوله، والآيات التي تتحدث عن حرية الإرادة كثيرة كقوله تعالى:﴿ ٱقرَأ كِتَبَكَ كَفَى بِنَفسِكَ ٱليَومَ عَلَيكَ حَسِيبا ﴾ الإسراء: 14 ،و ﴿ إِنَّا هَدَينَهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرا وَإِمَّا كَفُورًا ﴾ الإنسان: 3 ، وحتى الآيات التي تشي للوهلة الأولى بانتفاء حرية الإرادة كقوله تعالى: ﴿ وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلعَٰلَمِينَ ﴾ التكوير: 29 و ﴿ والله خلقكم وما تعملون ﴾ الصافات: 96 يقوم العقل المسلم مباشرة بفهمها فهماً يثبت به حرية الإرادة.