من الفعل إلى السلوك: رحلة المفهوم بين القيم المجتمعية وتأسيس المعنى الإنساني

من الفعل إلى السلوك: رحلة المفهوم بين القيم المجتمعية وتأسيس المعنى الإنساني
يسعى هذا المقال إلى مقاربة الفروقات الأنطولوجية للفعل مقابل السلوك من خلال تحليل متعدد المستويات، أي الدمج بين المرجعيات الكلاسيكية والمقاربات النظرية المعاصرة، إذ يبرز من خلالها أن السلوك الإنساني ليس انعكاسا ميكانيكيا للنية الفردية، بل هو حصيلة لتفاعل مركب بين الدلالات الذاتية التي يصوغها الفاعلون من جهة، وبين البنى والمؤسسات والقيم المعيارية التي تضفي على الأفعال طابعها الاجتماعي من جهة أخرى. باعتبار أن مكانة القيم الكونية مثل العدالة والكرامة كونها مرجعيات تؤطر السلوك وتمنحه بعدا إنسانيا يتجاوز الإكراهات السياقية والتركيبة الإنسانية للبشر.
يتناول هذا المقال أثر التحولات الحديثة كالتحديث، العولمة والرقمنة في إعادة تشكيل أنماط الفعل والسلوك، مبرزا ما تطرحه من توترات بين مطلب الحرية الفردية وضغوط المعايير الجماعية. وهذه التحولات تستدعي إعادة بناء قراءات علمية سوسيولوجية أكثر شمولية للسلوك، تتجاوز ثنائية الفرد - المجتمع نحو رؤية تركيبية تستحضر التداخل بين الذاتي والبنيوي. وفي الختام، يدعو النص إلى بلورة سياسات تربوية ومؤسساتية تراعي هذا التداخل، بما يضمن توازنا بين تمكين الفاعل وحماية القيم والأخلاق الكونية، سعيا لتأسيس معنى إنساني أكثر رسوخا في ظل التحولات المعاصرة المكرسة للامعنى في السلوكات والأفعال البشرية والمجتمعية.