سر تأخر العرب والمسلمين

سر تأخر العرب والمسلمين
يعتبر كتاب "سر تأخر العرب والمسلمين" للشيخ محمد الغزالي من أبرز المؤلفات التي تناولت "فقه الاستنهاض"، حيث لم يكتفِ الغزالي بتشخيص الداء، بل قدم حلولاً عملية نابعة من رؤية إسلامية تجديدية.
إليك نبذة مركزة عن أهم محاور وأفكار الكتاب:

1. القضية المركزية
يرى الشيخ الغزالي أن تراجع المسلمين ليس بسبب تمسكهم بالدين، بل بسبب سوء فهمهم للدين وابتعادهم عن جوهره الحركي والعلمي. الكتاب بمثابة صرخة في وجه الركود الفكري والاجتماعي الذي خيّم على الأمة لقرون.

2. أهم أسباب التأخر في نظر الغزالي
حدد الشيخ مجموعة من العوامل التي أدت إلى هذا التراجع، منها:
- الانفصال بين العلم والعبادة: حيث أصبح التدين مجرد طقوس شكلية، وانفصل عن عمارة الأرض والبحث العلمي.
- الاستبداد السياسي: ركز الغزالي على أن غياب الشورى والحرية كان عائقاً كبيراً أمام الإبداع والنهوض.
- العجز النفسي والكسل: انتقد "التواكل" الذي فُهم خطأً على أنه "توكل"، مما أدى إلى ضعف الإنتاجية.
- المعارك الجانبية: انشغال العقل الإسلامي بالخلافات الفقهية الفرعية وترك القضايا الكلية الكبرى.

3. منهج الحل (طريق النهضة)
وضع الغزالي خارطة طريق للخروج من هذه الأزمة، ترتكز على:
- إعمال العقل: ضرورة إعادة الاعتبار للعقل والسنن الكونية التي وضعها الله في الأرض.
- التربية المتكاملة: بناء الإنسان الذي يجمع بين طهارة الروح وقوة الجسد وسعة الأفق العلمي.
- العدالة الاجتماعية: الربط بين الإيمان وبين تحقيق العدل والمساواة بين الناس.

اقتباس لافت من الكتاب
"إن الإسلام لا يغني عن المسلمين شيئاً إذا كان قرآنهم في صدورهم، وأخلاقهم في أسواقهم، وأعمالهم في أيدي غيرهم!"

لماذا يُنصح بقراءة هذا الكتاب؟
يتميز أسلوب الشيخ الغزالي في هذا الكتاب بالصراحة القاسية أحياناً، فهو لا يجامل العقل المسلم، بل يواجهه بعيوبه ليدفعه نحو التغيير. الكتاب ليس مجرد سرد تاريخي، بل هو مانيفستو (بيان) لإعادة بناء الحضارة.