عهد اليقين (4) الأخيرة
إنّ انتقام الله من الظالمين غيبٌ علينا الإيمان به؛ لأن الله تعالى جزم به في كتابه فقال: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} [إبراهيم: 42]، وقال:{يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [غافر: 52] وقال: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ } [غافر: 18]، وليس شرطاً أن نرى عقوبة الظالم في الدنيا، وهذا لا يناقض العدالة الإلهية كما يزعم البعض، بل قد يكون عدم رؤية العقوبة في الدنيا أتم وأشد في عدم التخفيف على الظالم، وهذا بحد ذاته عقوبة له؛ لأنه حرم الهداية والتوبة في الدنيا كما في قوله تعالى: {وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم: 27]