كان الأعرابي الجلف الحافي، يقعد بين يدي النبي ﷺ ساعة من الزمان يستمع فيها إليه، فلا يقوم إلا وقد فهم الإسلام وعرفه، وصار من المبشرين به والداعين إليه. وكان يصحب النبي أيامًا فلا تنقضي حتى يغدو عالمًا، يبعثه النبي إلى قومه معلمًا ومرشدًا، فيعرفهم الحدود، ويبين لهم الحلال من الحرام..
يُقبل شهر رمضان المبارك محمّلًا بنفحات الرحمة والمغفرة، جالبًا معه فرصةً عظيمةً لتجديد الصلة بالله عز وجل، وتهذيب النفس، وتطوير الشخصية الإيمانية. ومن أعظم القيم التي يتجلّى أثرها في هذا الشهر الفضيل قيمة الإحسان، التي تعدّ جوهر الدين وذروة سنامه، إذ تجمع بين عمق الإيمان، وإتقان العبادة، وإصلاح العلاقة مع الناس
يُعدُّ موضوع "روح القرآن" قضيَّةً جوهريَّةً ترتبط بالإيمان، وهو من أعظم الموضوعات التي تتطلَّب تدبُّراً عميقاً، فإذا كان البعض يرى أنَّ روح القرآن تتمثَّل في قضيَّة الإيمان المجرَّد، فإنَّ الفاعليَّة الحقيقيَّة للقرآن في حياة الأفراد والمجتمعات تتوقَّف على "الشرط الأخلاقيِّ"، وهو الضرورة الحيَّة التي تجعل القرآن حيّاً في واقع الأمَّة عموماً وفي حياة الأفراد خصوصاً؛ بل إنَّه المنهج المتكامل الذي يتطلَّب التزاماً أخلاقيّاً يعكس جوهره الحقيقيَّ في السلوك والتعاملات، ومن دون هذا الشرط يفقد الدين قدرته على التأثير، ويصبح مجرَّد شعاراتٍ لا تحرِّك الضمير ولا تبني حضار