الأبعاد والمقاصد التربوية للقصص القرآنية ورسائلها

الأبعاد والمقاصد التربوية للقصص القرآنية ورسائلها
     تُعدّ القصص القرآنية من أبرز الأساليب التربوية في النصوص الوحيانية، فهي ليست مجرد روايات تاريخية، بل نزلت لتحقيق أهداف ومقاصد سامية تتعلق بهداية الإنسانية وتربيتها وإصلاحها.
     وقد استخدم القرآن الكريم أسلوب القصص؛ لتوضيح المفاهيم العقدية والأخلاقية الأساسية مثل التوحيد، والصبر، والتقوى، وجهاد النفس، والعدالة، ومقاومة الظلم، بأسلوب واقعي ملموس يسهل إدراكه من قبل المتلقّي.
     إنّ قصص الأنبياء عليهم السلام وأخبار الأمم السابقة في القرآن الكريم، تُقدِّم صورة واضحة عن السنن الإلهية في التاريخ، وتشتمل على رسائل تربوية، وأخلاقية، واجتماعية، وإيمانية عميقة، موجّهة إلى جميع الأجيال البشرية.
     يهدف هذا البحث إلى بيان الأبعاد والمقاصد التربوية للقصص القرآنية، واستخراج الرسائل التربوية الكامنة فيها. وقد اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي - التحليلي مستندةً إلى المصادر التفسيرية والتربوية وعلم النفس الديني، للكشف عن الوظائف التربوية التي تؤديها القصص القرآنية.
     وتُظهر نتائج البحث أنّ القصص القرآنية، إلى جانب قيمتها الأدبية والفنية، تؤدي رسالة عميقة في مجال الهداية، وإصلاح السلوك، وتقوية الإيمان، وتنمية الفضائل الأخلاقية، وتعريف الإنسان بعواقب الطاعة والمعصية.
     وبناءً على ذلك، فإنّ البعد التربوي في القصص القرآنية يعَدّ من أنجع الاستراتيجيات الإلهية في بناء شخصية الإنسان المؤمن وتأسيس المجتمع الإلهي.