نتائج البحث

​علوم الشرع والعلوم الاجتماعية: نحو تجاوز القطيعة (أليس الصبح بقريب)
2025-10-29
​علوم الشرع والعلوم الاجتماعية: نحو تجاوز القطيعة (أليس الصبح بقريب)

مع مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، برزت مساعٍ عدة لإيجاد مساحة مشتركة بين العلوم الإسلامية والعلوم الاجتماعية، تنهي ما بينهما من قطيعة على المستوى الإبستيمولوجي. وكان أبرز هذه المساعي ما أسسه إسماعيل الفاروقي ومن عملوا معه من الباحثين في المعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن، وهو التيار الذي عرف في حينه بـ "إسلامية المعرفة". بدا المعهد أقرب إلى نموذج أكاديمي غير مسبوق؛ إذ تخصص بكامله لإنجاز غايات أسلمة المعرفة، منطلقًا من لدن تصور عقيدي يرى أن الأمة الإسلامية قد تراجعت على المستوى الحضاري، وباتت تابعة، للنماذج المعرفية الغربية. وفي هذا الصدد، شدد الفاروقي مرارًا على ضرورة الانطلاق من البعد الإسلامي الرسالي لتأسيس تيار معرفي في العلوم الاجتماعية ينطلق من البعد العقائدي للإسلام وهمومه وقيمه. وكان يأمل من نموذج معرفي إسلامي كهذا أن يشكل بديلًا من النماذج الغربية، ودافعه "أن الأمة تعاني من انحراف خطير يَتَهدّدها، وتحاول – أي أسلمة المعرفة - أن تقدم للأمة علاجًا أكيدًا يعيد إليها عافيتها، ويحفز تقدمها نحو الدور المقدور لها في حمل مسؤولية قيادة العالم: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (البقرة: 143)".

دور الإسلام وأثره في البناء العلمي والمعرفي
2025-07-31
دور الإسلام وأثره في البناء العلمي والمعرفي

هدف البحث إلى إبراز مدى انفتاح المسلمين على الإنتاج الفكري للحضارات الأخرى، فقد حث الإسلام معتنقيه على العلم تَعَلُّماً وتَعْلِيماً، والنظر والتفكير، وأشاد بالعقل الذي جعله وعاء العلم وآلته، وما ذُكر العقل إلا في مواطن التعظيم والتنبيه ووجوب الرجوع إليه، وعلاقة الإيمان بالعلم وثيقة، فلا إيمان إلا بعلمٍ مُسبق، وبالإيمان يتوسع الإنسان في تهذيب المعرفة، ويُبدع فيما يُنتج في مُختلف المجالات، فيحدث التطور، وتنهض الحضارة، ويعم الخير الجميع، وقد اشتغل المسلمون بالترجمة والإبداع في التأليف، والابتكار في التصنيف العلمي، وأُنشئت المدارس العلمية، وظهرت المكتبات العامة والخاصة نتيجة لتوسع دائرة التأليف والتصنيف في العقيدة، والفقه وأصوله، وفي علوم الحديث، وعلم التفسير، والأدب واللغة، والتاريخ، وغيرها من العلوم الشرعية والعقلية، كعلم الكلام و"الفلسفة"، واهتم المسلمون بالزراعة وبالصناعات، واستطاعوا تحويل مسار البحث العلمي من المنهج النظري التجريدي السائد عند الفلاسفة إلى المنهج العلمي التجريبي، والذي يقوم على التأمل والنظر الثاقب، وفرض الفروض، وإجراء التجارب، واستنباط النتائج.