​أثر وسائل الإعلام على عقل المتعلم العربي وآليات حمايته في القرآن ‏الكريم والسنة النبوية

​أثر وسائل الإعلام على عقل المتعلم العربي وآليات حمايته في القرآن ‏الكريم والسنة النبوية
تؤثر وسائل الإعلام في شقيها الكلاسيكي والحديث على عقل المتعلم العربي، حيث تعمل على تنميط سلوكياته، وتدمر قيمه من خلال استهدافه بأفلام ورسوم وبرامج وقنوات ومسابقات وألعاب... تهيمن على بنياته الذهنية والأخلاقية، ممررة للقيم السلبية أكثر من الإيجابية لتدمير نفسيته وعقله، وأمام الإدمان لوسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة، حيث تقف مؤسستي المدرسة والأسرة عاجزتين وغير قادرتين على تحمل مسؤولية إدارة الأطفال متخلين عن مهام التوجيه والإرشاد لعقولهم إلى ما يخدم مصالحهم، ويحافظ على هويتهم الإسلامية بثوابتها ومتغيراتها، فالشريعة الإسلامية أتت لحفظ الذات، بما فيها العقل من الضرر والشذوذ والانحراف والتذمر والضياع، فمقاصدها الكبرى الشرعية واضحة وبينة، كما أن البرامج والمناهج التعليمية العربية تخلو من معالجة حفظ عقل المتعلم من الظواهر المنافية للشرع الإسلامي، الشيء الذي يستدعي تكاثف جهود كل الفاعلين طبقا لمبادئ وقيم الشريعة الإسلامية بغية مواجهة المخططات التدميرية لعقول الناشئة من خلال سن ما يحفظ الذات من الانحلال والذوبان في هوية المدمر، واتبعت في هذا البحث المنهج الوصفي، مستندا على توزيع استبيان موجه للآباء والأمهات، ونساء ورجال التعليم بغية استقراء وجهات نظرهم حول خطورة وسائل الإعلام ومنطلقاتها وتأثيراتها على نفسية وعقل الأطفال بالمرحلة الابتدائية بالطور الابتدائي أي بين ثلاث سنوات وثلاثة عشر سنة، وإلى أي حد تعي مؤسستي الأسرة والمدرسة بالأثار الإيجابية والسلبية لهاته الوسائل على عقول الأطفال بالعالم العربي، انطلاقا من المدرسة المغربية في المرحلة الابتدائية كنموذج، ومدى قدرتها على حسن إدارة واستثمار وسائل الإعلام لخدمة التعلمات وتجويدها والرقي بها، وهل لديها القدرة والدراية لحماية الأطفال من المخططات التدميرية المحاكة ضد الناشئة في ضوء المقاصد الكبرى للشريعة الإسلامية، وما قدمه القرآن الكريم والسنة النبوية من كيفيات وسبل وحلول كفيلة لحماية عقل الإنسان المسلم، بما فيه المتعلم من الضرر والتهلكة والانحلال والضياع والتيه والتدمير الذي تقدمه مجانا وسائل التواصل الاجتماعي لسحقه وجعله تابعا بلا هوية.