مفهوم الحضارة ومقوماتها بين سيد قطب ومالك بن نبي
تكشف النتائج أنّ المفكّرَين يبتعدان عن استيراد النماذج الجاهزة، ويؤكدان ضرورة الجمع بين البعد الأخلاقي والبعد المادي بوصفهما أساسًا لبناء الحضارة. غير أنّ تركيزهما الفكري يتباين بوضوح؛ إذ يتجه قطب نحو مقاربة عقدية، بينما يقوم طرح بن نبي على البُنى الاجتماعية. أما على المستوى المنهجي، فيتسم خطاب قطب بطابع أدبي، فيما تتسم معالجة بن نبي بطابع علمي. وعلى الصعيد التطبيقي، يميل قطب إلى رؤية تغييرية ذات نزعة ثورية، في حين يقدّم بن نبي نموذجًا تفاعليًا حيويًا تبدو قابلية تطبيقه واقعية بصورة أكبر.