لمَّا كنَّا لا نملك -أصلاً- أقوى من النص القرآني لنبني عليه تصوُّراتنا وتحليلاتنا كما قال طه عبدالرحمن، فإنَّ التدبُّر بالآية الكريمة المصدَّرة عنواناً للمقالة، يفتح لنا آفاقاً من النظر والعمل بقدر ما نطيق من اقتباسٍ من أنوار هذه الآية وقوانينها وتصوُّراتها وحقائقها. فالمسلمون بحاجةٍ إلى الوقوف لتدبُّر قرآنهم بقدرٍ يفوق قراءتهم له وختمهم له فقط، فهو إن لم يكن جواباً صريحاً عن سؤالٍ واجهك، فلا أقلَّ من أن تحظى بالإرشاد والتوجيه الفائق لك فيما تسأل عنه: أين تجده؟ وكيف ترتّب أولوياتك؟ وكيف تستخرج المقاصد؟ وكيف تنفعل في معاشك منشِئاً لَبِنةً تِلوَ لبنةٍ لبنائك في العمران الذي كُلِّفت به منذ استخلفك الله و استأمنك؟
يُقبل شهر رمضان المبارك محمّلًا بنفحات الرحمة والمغفرة، جالبًا معه فرصةً عظيمةً لتجديد الصلة بالله عز وجل، وتهذيب النفس، وتطوير الشخصية الإيمانية. ومن أعظم القيم التي يتجلّى أثرها في هذا الشهر الفضيل قيمة الإحسان، التي تعدّ جوهر الدين وذروة سنامه، إذ تجمع بين عمق الإيمان، وإتقان العبادة، وإصلاح العلاقة مع الناس